ضوابط التوقيعات

الله الرحمن الرحيم

التوقيع كغيره من الأشكال أو الرموز التي تدل على توجه صاحبه وهو يمثل سلوكاً ربما لا يكون صريحاً لمن اتخذه . فأحياناً يكون مجرد خاطرة مرت على ذهنه أو صورة أعجبته ، ولذا فنحن نجد أنه لا يوجد توقيع ثابت لشخص واحد بل يتعدد التوقيع ويتغير عبر الأيام .


لكن تواقيع كل شخص نجدها تتفق حول توجه معين ، إما توجه رياضي أو رومانسي أو تقني أو غيره من التوجهات .
والعجيب أنني رأيت بعض التواقيع متخبطة فمرة يكون التوقيع صورة فنانة ساقطة مشهورة وأحياناً يكون صورة للمسجد الحرام وتارة صورة للاعب محترف مشهور ، وتستمر الاختلافات بحسب ما يرد على قلب صاحب التوقيع .
ولكون التواقيع قد انتشرت في المنتديات وأصبحت أمراً مألوفاً فقد أحببت أن أذكر بعض الضوابط الشرعية التي يجب الالتزام بها عند وضع التواقيع


فمنها :


1- ألا يشتمل التوقيع على صورة امرأة أياً كانت ، ويزداد التحريم إذا كانت الصورة لكافرة أو فنانة لكونها شعاراً يضعه صاحب التوقيع له .


ألا يشتمل التوقيع على عبارات محرمة مثل ما يضعه بعض الشيعة من استغاثة بعلي أو الحسين أو غيره .


2- ألا تشتمل على سب أو شتم لأحد من المسلمين .


3-ألا تشتمل على روابط لمواقع محرمة كمواقع الفنانين أو مواقع تهتم بالبرامج السيئة مثل ستار أكاديمي أو مواقع إباحية .


4- ألا يكون التوقيع بقصد فتح المجال للصداقة بين الجنسين ، كمن يجعل توقيعه جذاباً للفتيات أو تجعل الفتاة توقيعها جذاباً للشاب .


وربما يوجد ضوابط لكنني أكتفي بهذا القدر وربما يستجد في المستقبل ضوابط أخرى بحسب واقع التوقيعات .
وهذه الضوابط استقيتها من واقع التوقيعات الموجودة وهي التي تمثل الغالبية العظمى من التواقيع في المنتديات .


وللعلم فإن أي شخص يتوصل من خلال الروابط الموضوعة في التوقيع إلى أشياء محرمة فإن صاحب التوقيع يلحقه إثم عظيم لأنه من باب التعاون على الإثم والعدوان ، والله يقول :


وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة : 2] .


وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال :


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئا . رواه مسلم .


وربما يتساءل البعض ويقول ماذا أبقيت لنا ؟ فأقول إن الشبكة العملاقة فيها ملايين من الصور المباحة ومثلها عبارات صحيحة وجائزة ، ولا يحتاج الأمر إلى بحث كثير ، فهي منتشرة ولله الحمد والمنة . والذي استطاع جلب التوقيعات المحرمة يستطيع إيجاد البديل .
وفي رأيي أن أفضل التواقيع الذي يدعو إلى الخير كمن يضع رابطاً لمواقع إسلامية أو مواقع تقنية هادفة أو غيرها أو يضع روابط لتحميل مواد نافعة ، وهذه أجرها بقدر من ينتفع بها .


فأسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع من الزلل وأن يستر علينا جميعا في الدنيا والآخرة
وأن يحفظ جوراحنا من الوقوع فيما يغضبه
والله أعلم


الشيــــخ محمد العويد..


منقوول واالله اعلم